عندما تسلب العقول

هل فكرتم يوما كيف تسلب عقول أبنائنا وبناتنا هل فكرتم يوما أين يسكن هؤلاء اللصوص الذين لايسرقون المال فقط بل القلوب ناهيك عن العقول.
إنها التكنولوجيا والعولمة وما جاءت به من خدمات كالتلفاز والأجهزة الإلكترونية الأخرى من هاتف نقال و mp3/mp4 ووو...فقد قامت تلك الأجهزة بسرقة مافي جيوب الآباء والأمهات ثم سرقة قلوب أبنائهم فبدلا من إجابة الطفل عند مسألته عن قدوته بأنها صلى الله عليه وسلم أو أحد الصحابة رضوان الله عليم أجمعين يجيبك بقوله إنه زيدان ، رونالدو والبنات يجبن بدل عائشة رضي الله عنها لميس وغوادالوبي وكسندرا...
نعم فقد نجح الغرب بتسلطه على المجتمعات العربية مجموعة قيم ومعتقدات يدعون على أنها تمثل حضارة الإنسان المثالية وذلك عن طريق تسويقها على شكل مسلسلات وأفلام عنف وكرتون وبرامج للتنصير أو عن طريق الملابس أوعادات المعيشة وكيفية ممارسة الحياة اليومية.
إنها مصيبة مابعدها مصيبة للآباء والأمهات فاستفيقوا فأبنائكم يحتضرون وهم على وشك الموت وهم بين أحضانكم وأيديكم للأسف فإن كل شئ قد تم إستوراده من الغرب ونحن قادرين على تحقيق الاكتفاء والكارثة أن العرب غير قادرين حتى على إنتاج علامة إشهارية تروج لأمر ما كسياحة أو ثقافة أو سلامة....
أنظروا معي اليوم طفل أو طفلة ذو ثمان سنوات وله هاتف نقال بالله عليكم ماذا يعمل به طفل أو طفلة بنفس العمر وقد أدمن الانترنيت ومشاهدة التلفاز والأخطر من ذلك هناك عادة سيئة نقوم بها حيث هناك سويعات في اليوم لن ترى فيها العباد يحتلون الطرقات فإن تسأل عنهم يخبرونك أنهم داخل منازلهم والليل لم يحل بعد وما إن تدخل عليهم منازلهم إلا وتجدهم متسمرون أمام الشاشات والمشهد الذي أسكت الجميع الصغير منهم والكبير لايسمن ولايغني من جوع ذاك ما يدعى ب أستار أكاديمي...
للأسف هذا هو حال الكثير من البيوت إذ لايوجد رادع أو ضابط لمشاهدة التلفزيون وتصفح الانترنيت وما يجب النظر فيه ولا مراقبة لهواتف الأبناء وكل الأعمار تسمح لاقتنائها والبعض يفصح قائلا :أبنائي أضع فيهم كامل ثقتي لتأكدي أنهم لن ينجروا وراء التصرفات السيئة وما أن يأتي الفأس في الرأس إلا وتجد بعضهم منبهر والبعض منكر والبعض مصدوم.
فرسالتي إلى كل بيت مسلم الحذر الحذر من مخاطر التكنولوجيات الحديثة وما تبثه من سموم فهاتف واحد في البيت رحمة ،أما الآن إذا كان أفراد الأسرة عشرة فسيكون لكل واحد منهم جهازه وشريحتان على الأقل ليفضى أن مجموع عدد الهواتف الموجودة في البيت عشرون من أصل عشرة أفراد.
فاتقوا في أهليكم نارا حطبها الناس والحجارة.
كتابة: دجيدار علي