يارب فأبعث لنا رجالا يحيون مجدا أضعناه

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
جمعية أساروف للأنشطة الثقافية والعلمية
(معــا للأفضـــــــل)
(إرادة وتحــــــدي)
تقـــــــــــــــــدم لكــــم/:


الكلمة المستخلصة من إختتام تظاهرة القاضي عبدو بن الصالحين
والمقامة بتاريخ 16/17/18 ماي 2011
بمنــــــــــزل الشيخ بجاهيل

كتابة الأخوين/:
• دجيدار محمد
• دجيدار احمد حسن

لعـــــــــــــــــام 2011-11-11

تميزت التظاهرة بتفاعل مجموعة من فئات المجتمع بكل أصنافه من أطفال وشيوخ وشباب ونساء فكل واحد ساهم بما يستطيع حول موضوع التظاهرة لإحياء الزخم الثقافي والمادي لهذا القصر المهمش خاصة إذا علمنا أن فترة المناسبة كانت متزامنة مع شهر التراث،ولا نستطيع وصف إحداثيات النشاط قمة في الطرح تنوع في المضامين خاصـة كون العلامة والقاضي وإمام الجامع المجاهد توفرت فيه هذه الأربع الخصائص وطيلة ثلاثة أيام أنصبت الجهود حول حصر ماأمكن لهذه الشخصية الفريدة التي شهد لها الكل لا نعني بالكل جميع عناصر المجتمع المذكورة أنفا بل من عاصر الشيخ،ومما زاد لقصة الشيخ شرفا وتيها و دخولها قصص الأبطال وتناولها في أوساط الشباب والأطفال تميز الشيخ وشهرته داخل مدينة جانت وبقية الأوطان مالذي يمكنني أن أعد لك ( ليبيا،النيجر،مالي،تشاد،السودان...) بلدان لم تتسع لعلم الشيخ إذ بات متنقلا من واحد لأخر يستزيد من علومه وينقش بصماته هنالك قصص تطول وتقصر سرعان ما تظهر وحينا تفتر وستعرض في أوانها لكن ما يهمنا في هذا المجلس الكلمة الختامية التي قرأت على مسامع الحضور عشية إختتام التظاهرة بمنزل الشيخ بقصر جــــــــــــــــــــــــاهيل وكـانــــــــــــــــ ملخصــــها مـــــــا يـــــــــــأتـــــي:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم وبعد يقول عز وجل في كتابه الحكيم :"إنما يخشـــــــــــى اللـــــــه مـــن عبــاده العلمـــــــاء "فبهذه الآية الكريمة أردنا أن نشعل شمعة كانت في زمن مانورا يقتدي به كل ذي طالب علم وهداية إلى الطريق السوي الزاخر بمحطات المعرفة.
الشيخ القاضي العلامة المجاهد عبدو بن الصالحين هو شخصية أعطت الكثير لمنطقة جاهيل خاصة ومنطقة جانت بصفة عامة فهو الذي قضى حياته في سبيل طلب العلم ولو كلفه ذلك الترحال إلى خارج البلد من أجل هذه الفضيلة الطيبة بل وصل به الأمر إلى أن نال منزلة وقدرا عاليا عند كافة أهل المنطقة وجعل يتولى مسائل وقضايا المجتمع ،وأوكلت له مهمة الفصل والقضاء لمختلف الإشكالات والنزعات وفي بعض الأحيان قد تصله بعض القضايا من البلدان المجاورة للفصل فيها وإيمانا من هذا الرمز العلم بوطنه والواجب الذي يقتضيه الدفاع عن الوطن فقد كان سد منيعا في وجه المستعمر فقاوم وناضل في سبيل الحرية والكرامة ،فظل الشيخ مواظبا على طلب العلم والجهاد في سبيل الله من اجل الوطن إلى أن وافته المنية وكان ذلك في يوم 21 أفريل 1953 بمنزله ليدفن بمقبرة أجاهيل (تيسوت الواقعة بحي إيبقي بالضبط) مخلفا ورائه بحرا من العلم والمعرفة من خلال كتاباته ومخطوطاته التي لاتزال شاهدة على حياته فكانت نهاية الحياة الجسمانية وبدء الحياة الروحانية المستشعرة من خلال كل ربع من ربوع قصر أجاهيل وكل زاوية من زوايا جانت ومن مخلفاته بعض الآثار الشاهدة على نضاله ومسيرته التاريخية في مقاومة الاستعمار بندقيته وسيفه ومتاع سفره ... ينذرف الدمع ويدمى القلب وتحن النفس ويقف النفس ويشرد الفكر ويطول النظر في قصة السفر ولا يسع المرء وهو على القبر إلا الدعاء لهذه الشخصية فرحم الله الشيخ القاضي العلامة المجاهد عبدو بن الصالحين ومن سار على نهجه وانتهج طريقه وجعله في جنة عليين مع الصديقين والشهداء والنبيين وحسن أولئك رفيقا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

- "بقلم السيد عمراني علي رئيس جمعية موجيت لمرضى السكري"
- قراءة الأمين العام لجمعية أساروف دجيدار احمد حسن يوم الاختتام.