صورة وذكرى من الجامعة

....آه من الأيام الخوالي ’ أربع سنوات خلون من عمري في الجامعة ولا شيء أتمناه عدا الأوبة إلى أرضي ومسقط رأسي ، غير أن لقلبي حديثا غير حديثي ، حديث قلبي لحن من الحزن والشجن ممزوج بالآمل والألم من ذكرى فتاة لقيتها في الجامعة ، صورة فتاة كما تمنيتها يوما ، أدب ، خلق ، ذكاء ، وابتسامة من شفاه كثيرا ما أسهرتني الليالي ، وبعثت ببياني بعيدا ، بعيدا على آفاق الذكرى التي
لا تمحي .
ويح قلبي من غد آت من غيب مجهول ولحظة لا ريب آتية هي ساعة الفراق حينها يدرك الإنسان أنه أضاع شيئا عزيزا ، أضاع كنزا قد لا يلقاه بعد ذلك ، أبدا ، أبدا ،....
آه منك يا صورة واه لك يا صورة ، يا أروع ، وأبهى صورة ، لأنبل فتاة لقيتها في شبابي ، لست أدري لو قلت بأني كلفت بها ، فاقتحمت بساحرية عيونها حصون فؤادي ، فغشيت قلبي مسكنا لها ، وبعثت بنور حنانها دفئا سرى في أوصال فوادي ، وأسكنت بكلامها اضطراب ذاتي ، وأسكنت بنظراتها شرود حالي وآني ،.....
غير أني سأسعى وبمشئية من الله ، أن أدركها وإن لم يتسنى لي ذلك فأسال الله العظيم أن يجمعنا في جناته بعد ما فرضت السلوى حقيقتها وأحكمت عقالها ، وأصبح البين أقرب ما تكون الأرض إلى السماء ،.....
اليوم ، وقد مضت سنوات على سنوات وغضة الأمس لا تزال تحبس أنفاسي وانا أستعبر الذكريات ، بشهقة ، تتلوها آنة ، وزفرة ممزوجة حسرة ، وحمدا بعده ثناه ، على عفاف تلك اللحظات ، وعلى ماض رحل بحلوه ، ومره ، بسعده ، وحزنه ، فاللأمس شؤون ، ولليوم شجون وللحاضر عيون تبصر الغد المشرق الخلاب ......